Image placeholder

المجتمع المدني يساعد تونس على تأسيس حوار متعدد الاطرف في اتجاه حوكمة الصناعات الاستخراجية

  • Blog post

  • 12 July 2018

English »

تعكس الإحتجاجات المتواصلة في المناطق المنتجة للموارد الطبيعية في تونس الحاجة الملحّة لتعزيز الثقة بين مختلف الأطراف الحكومية وغير الحكومية و إصلاح قطاع الصناعات الاستخراجية في البلاد. وفي هذا السياق عمل معهد حوكمة الموارد الطبيعية(NRGI) مع العديد من الأطراف الفاعلة في تونس من أجل الالمام بمعيار مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية (EITI) و التشجيع  على انضمام البلاد للمبادرة تطبيقها، وذلك لما يمكن لمثل هذه الآليات الخاصة بالحوكمة و الشفافية أن تقدمه من فرص للإصلاح المشترك لصناعات الفسفاط و النفط و الغاز. 


تعهدت الحكومة التونسية مؤخرا بالانضمام رسميا إلى مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية و دعت منظمات المجتمع المدني إلى انتخاب ممثلين لهم في مجموعة أصحاب المصلحة المتعددين(MSG) على غرار المجموعات المتعارف عليها في الدول المنفذة و التي تجمع الحكومة و الشركات النفطية و المجتمع المدني. و على هذا الأساس نظمت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (INLUCC) إنتخابات المجتمع المدني لممثليه بمجلس أصحاب المصلحة في 26 ماي2018 . و تمثل هذه الانتخابات مكسبا جوهريا للمجتمع المدني الذي ساهم مساهمة كبيرة، من خلال التعبئة و المناصرة المستمرة، في جملة من الإصلاحات في مجالي الشفافية و الحوكمة في قطاع الصناعات الاستخراجية في البلاد.



فيما تتمثل أهمية انتخابات ممثلي المجتمع المدني في مجموعة أصحاب المصلحة المتعددين؟


 

أبطئ نقص الحوار و التوافق بين الأطراف الفاعلة مسار الإصلاح بشكل كبير في فترة ما بعد الثورة في تونس. و بناء على ذلك، تكرّس المقاربة المتعددة الأطراف التي تتوخاها مبادرة الشفافية الثقة من خلال الحوار و تيسير العمل المشترك. و أشار رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، السيد شوقي الطبيب، في كلمته الإفتتاحية خلال اجتماع الانتخابات أن "تنسيق الجهود يعتبر ذا أهمية قصوى" نظرا لأن "نقص التنسيق الوطني بين الاطراف المتدخلة يشكل عائقا نحو حوكمة أفضل و مكافحة الفساد". على هذا الأساس, تمثل عملية انتخاب ممثلي مجلس أصحاب المصحلة خطوة مهمة نحو إضفاء الصبغة المؤسساتية على الحوار بين الأطراف المتدخلة و مسار الإصلاح التشاوري.
 


يعتبر كل من نجاح و شرعية الانتخابات أحد ثمار سنوات المناصرة للمجتمع المدني بالإضافة إلى جهود الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من أجل إرساء مسار انتخابي صارم و ذي مصداقية و شامل. و على حد ملاحظة ديانا القيسي، المنسقة السابقة لبرنامج "انشر ما تدفع" في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و خبيرة مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية فإن "العملية الانتخابية قد جسدت أفضل الممارسات الدولية. و أن هيكل الإشراف كان محايدا و مستقلا، و كان كل ممثلي منظمات المجتمع المدني المنتخبين ضليعين إلى حد كبير في قضايا شفافية قطاعي النفط و الغاز". و أسفرت الانتخابات عن تعيين خمسة ناشطين من بينهم أربعة ممثلين عن التحاف التونسي للشفافية في الطاقة و المناجم (CTTEM) و ممثل عن المنظمة الرقابية التونسية I-Watch.


ما هي الخطوات التالية؟


يتوقف تواصل نجاح الجهود التونسية في إضفاء الصبغة المؤسساتية على شفافية الموارد الطبيعة على الاجراءات التالية: 


يجب على ممثلي منظمات المجتمع المدني بمجلس أصحاب المصلحة المتعددين أن يحددوا الأولويات و يطوروا استراتيجيات التنسيق و التواصل الفعال

أكدت منال بن عاشور، المديرة التنفيذية لمنظمة I-Watch و إحدى الممثلين المنتخبين لمنظمات المجتمع المدني بمجلس أصحاب المصلحة ، على ضرورة "تنظيم منظمات المجتمع المدني و إرساءهم لمثال جيد على مستوى مجموعة أصحاب المصلحة و على المستوى الوطني". و لكي يتحقق ذلك، شددت منال على "أنه من المهم لنا أن نحدد أولوياتنا و توصياتنا لخطة العمل."


و من اجل تمثيل أولويات منظمات المجتمع المدني تمثيلا فعليا لاحتياجات و اهتمامات المجتمع المدني فإنه يجب التشديد على وضع إستراتيجية فعالة للتواصل. و حسب أحد الممثلين المنتخبين ، أيمن لطرش فإن كل الممثلين المنتخبين عن المجتمع المدني مدركون بأن" التواصل مع المجتمع المدني على نطاق واسع يعتبر من بين أكبر التحديات التي تواجهها مجاس أصحاب المصلحة في مختلف الدول المنخرطة في مبادرة الشفافية في الصناعات الإستخراجية". بالتالي، فإن الممثلين المنتخبين مستعدون للاستفادة من تجارب منظماتهم و شبكاتهم و تموقعهم الجغرافي في كامل تراب الجمهورية من أجل ضمان مقترحات بناءة تعكس مشاغل الجهات. فعلى سبيل المثال، يعتزم أيمن لطرش اعتماد شبكته في " على الأقل المناطق الثلاثة المنتجة (للمحروقات)، مدنين و تطاوين و قبلي من اجل التواصل بشكل مباشر مع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني المحلي". تخطط I-Watch، كمنظمة يقودها الشباب و ذات شعبية كبيرة على المستوى الوطني و شبكة واسع النطاق، "أن تعقد شراكات مع مختلف الوسائط الإعلامية المحلية فضلا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التواصل مع الشباب في كافة أرجاء البلاد باستخدام نفس اللغة التي يتحدثوها."


تطوير خطة عمل أصحاب المصلحة مراعية للسياق المحلي 
 
يجب على الممثلين المنتخبين عن منظمات المجتمع المدني خلق توازن بين ضمان ملائمة خطة عملهم لمتطلبات مبادرة شفافية الصناعات الاستخراجية و ضمان مراعاتها للسياق التونسي الخاص. يعتزم لطرش أن يستغل منصبه في مجموعة أصحاب المصلحة المتعددين "للتشديد على احتياجات و اهتمامات جهته". على نفس النحو، أكدت بن عاشور على أن" I-Watch تخطط إلى الاستفادة من تجاربنا السابقة في مشاريع حوكمة الموارد الطبيعية و فروعنا في المكاتب الجهوية الستة من أجل المساهمة في صياغة خطة عمل مراعية للسياق." سوف يتمثل الاختبار الأول لمجموعة أصحاب المصلحة في خلق خطة عمل لمبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية يتفق عليها اجماعيا. 
 


حنان كسكاس هي منسقة البرامج الإقليمية لمعهد حوكمة الموارد الطبيعية (NRGI) بالشرق الأوسط و شمال افريقيا