Image placeholder

صحفيون تونسيون يثرون النقاش العام حول قضايا هامة تتعلق بالموارد الطبيعية

تفترض المساءلة وجود هياكل رقابية غير حكومية (برلمان و مجتمع مدني وصحافة) فاعلة و قادرة على الاضطلاع بمهامها ، و يعتبر الاعلام احدى الفاعليين المحوريين في اعمال المساءلة، لذا يقوم معهد حوكمة الموارد الطبيعية بالعمل على بناء قدرات الصحفيين لجعلهم قادرين على فهم المعطيات و المعلومات المتعلقة بالقطاع و تحليلها و استعمالها بما يضمن المساهمة الفعالة للصحافة في مساءلة المسؤولين عن التصرف في القطاع عن طريق الابتعاد على التناول السطحي للمواضيع المتعلقة بالصناعات الاستخراجية التي تتسم بطابعها الفني و الحساس . لذلك عمد معهد حوكمة الموارد الطبيعية الى تكوين صحفيين مختصين في قطاع الثروات الطبيعية و ذلك بالشراكة مع منظمة المادة 19 و المركز الافريقي لتدريب الصحفيين و الاتصاليين. و عادة ما يطرح الصحفيون الذين يتم تكوينهم بعض الاشكاليات التي يعترضونها للقيام بأعمال صحفية في هذا المجال، و كان غياب الدعم المالي ابرزها، لذا يعمل معهد حوكمة الموارد الطبيعية حسب الامكنيات المتوفرة الى تقديم منح الى الصحفيين الذين تم تكوينهم لتشجيعهم على انجاز المشاريع التي يعتزمون القيام بها.

قام معهد حوكمة الموارد الطبيعية في هذا الاطار بتمويل ثلاث صحفيين من الذين تم تكوينهم من اجل القيام بأعمال استقصائية حول مواضيع اصبحت تشغل الرأي العام في تونس و عادة ما تتسبب في اضطرابات اجتماعية مما يستوجب حسن التعامل معها تجنبا للاحكام المسبقة السائدة. يتمثل الموضوع الاول الذي تم تناوله من الصحفيين في سبل تفعيل الفصل 136 من الدستور الذي ينص على امكانية تخصيص نسبة من مداخيل الثروات الطبيعية للنهوض بالتنمية الجهوية على المستوى الوطني. و قد ادي عدم تفعيل هذه الاحكام الى نشوب بعض الاحتجاجات بالمناطق التونسية، مثل تطاوين في الاحداث التي تعرف بالكامور حيث تم اقتراح تخصيص نسبة 20 بالمائة من العائدات الجملية للنفط والغاز لتنمية الجهة ، و قد ادت هذه الاحتجاجات الى وفاة محتج بالاضافة الى الخسائر المادية الكبرى المنجرة عن ايقاف المحتجين لانتاج النفط لمدة اسابيع. لذا، قامت الصحفية ايمان بوقطاية بانتاج وثائقي حول اسباب عدم تجسيم احكام الفصل المذكور و ذلك عبر التنسيق مع الاطراف المتدخلة من حكومة و برلمان و مجتمع مدني.

يتمثل الموضوع الثاني الذي تم التطرق اليه من قبل الصحفيين الذين تم دعمهم من قبل المعهد في الآثار البيئية لاستخراج و تحويل الفسفاط بجهتي قفصة و قابس، حيث ترتب عن قطاع الفسفاط العديد من الآثار البيئية خاصة على المياه مما اثر سلبا على صغار الفلاحين، و قد قامت جمعيتان ناشطتان في المجال البيئي بالمنطقتين المذكورتين(جمعية الحوض المنجمي للاستثمار و التنمية بقفصة و الجمعية التونسية للبيئة و الطبيعة بقابس) باعداد دراستين حول الموضوع استند اليهما الصحفيون للقيام بعمليهما الاستقصائيين . تولى السيد عادل زروق القيام بوثائقي حول اثار تحويل الفسفاط على المياه و صغار الفلاحين (منهم الصيادين) بقابس، في حين تعاون الصحفي رضا المعمري و المخرج عمر الغربي بتناول موضوع آثار استخراج و تحويل الفسفاط على المياه و صغار الفلاحين بجهة قفصة. عرض الوثائقيان مظاهر استنزاف المائدة المائية و التلوث المائي و الهوائي الذي اثر سلبا على الفلاحة و الصيد البحري.

يساهم الانتاج الفعلي لاعمال صحفية في التحسين من اداء الصحفيين باعتبراها فرصة لاستخدام المعارف النظرية و التطبيقية التي تم تحصيلها خلال الدورات التدريبية، و تمثل الاعمال التي تم ذكرها دليلا على انه متى توفر الدعم الفني و المادي اللازم للصحفيين، فان النتيجة ستكون حتما ايجابية .

وسام الهاني هو مسؤول برامج تونس بمعهد حوكمة الموارد الطبيعية

حنان كسكاس هي منسقة برامج شمال إفريقيا والشرق الأوسط بمعهد حوكمة الموارد الطبيعية