انتقال الطاقة والطريق إلى مؤتمر الأطراف 28: سلسلة ندوات عبر الأنترنات
سيكون لتغير المناخ وضرورة الانتقال من الوقود الأحفوري للطاقات النظيفة تأثير كبير على بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تنقسم إلى فئتين رئيسيتين:
.1 الدول البترولية، التي تحاول معظمها تنويع اقتصاداتها وتواجه الآن احتمال انخفاض القيمة طويلة الأجل لمنتجها المهيمن. تقاوم الحكومات في هذه البلدان فكرة انخفاض الإنتاج وبدلاً من ذلك ركزت خطابها على الحد من الانبعاثات والاستثمار في الطاقة النظيفة. يوجد ضمن هذه المجموعة تباين في الضعف الاقتصادي وحوافز التغيير:
- دول ذات احتياطيات وفيرة ورخيصة وطموحات للبقاء "آخر الدول الصامدة" في إنتاج النفط والغاز - مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.
- البلدان ذات الاحتياطيات الأعلى تكلفة والتي تعتمد على شركاء خارجيين - مثل الجزائر ومصر. يواجه هؤلاء تهديدات أكثر حدة في الوضع الراهن، حيث أن احتمال حدوث انخفاض طويل الأجل في الاستثمار العالمي سيجعل من الصعب الحفاظ على مستويات الإنتاج التي اعتادوا عليها.
2. البلدان غير الغنية بالوقود الأحفوري، والتي تتحلى بإنتاج قليل من النفط والغاز. و تحاول هذه البلدان تلبية احتياجاتها من الطاقة و تحقيق التنمية الوطنية. تختلف البلدان في هذه المجموعة في تركيزها واستراتيجيتها للطاقة النظيفة:
- البعض، مثل المغرب، يتموقعون كلاعبين عالميين في مجال الطاقة النظيفة، ويسعون إلى تسريع الاستثمار في الطاقة النظيفة وتنظيم صفقات "الشراكة الخضراء" مع البلدان المستهلكة على أمل أن تصبح الممر الأخضر نحو أوروبا.
- دول أخرى، مثل لبنان، فشلت حتى الآن في تطوير استراتيجيات سليمة لزيادة الوصول إلى الطاقة النظيفة والتي يواجه مواطنوها انقطاعات حادة في التيار الكهربائي. يتخذ الناس في هذه البلدان مبادرات فردية مثل تركيب الألواح الشمسية لمعالجة نقص الطاقة.
تركز الحكومات في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل متزايد على كيفية تسريع انتقال الطاقة - بما في ذلك من خلال تعهدات خفض الانبعاثات، وخفض الاحتراق، ودبلوماسية المناخ، و ترشيد إستعمال الطاقة، والاستثمار العام في الطاقات النظيفة. ومع ذلك، تشوب هذه الجهود العديد من النقائص، وغالبًا ما فشلت الخطط والإستراتجيات في تحقيق أهدافها.
وفي هذا الإطار، أطلق معهد حوكمة الموارد الطبيعية سلسلة ندوات عبر الإنترنت بعنوان "انتقال الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و الطريق إلى مؤتمر الأطراف 28". تغطي سلسلة الندوات عبر الإنترنت المكونة من ثماني حلقات، باللغة العربية، موضوعات تتراوح بين مناقشة الدور المحتمل لمؤتمر الأطراف في دفع عملية انتقال عادل للطاقة عالميًا، وخصائص وشروط انتقال عادل محليًا للطاقة، ودور حكومات الدول الغنية بالنفط في انتقال الطاقة، و"الأصول العالقة" والقدرة على التكيف المالي، ودور الهيدروجين الأخضر في تحول الطاقة، و معادن الإنتقال الطاقي.
يقوم معهد حوكمة الموارد الطبيعية بجمع النقاط الرئيسية من سلسلة الندوات عبر الإنترنت لتأليف مجموعة من التوصيات التي من شأتها أن تساهم في جهود المعهد وشركائه في التأثير على المناقشات في مؤتمر الأطراف 28 والذي سيعقد في دبي.
تعقد الندوات عبر الإنترنت على أساس شهري، يوم الخميس الأخير من كل شهر، الساعة 9 صباحًا بتوقيت جرينتش.